طرائق الغش ووسائله...........

يسم الله الرحمن الرحيم :

مع كل موسم للامتحانات تثار قضية الغش التي يرتكبها أغلب التلاميذ في مدارسنا، والتي باتت خطرا يهدد مستقبل التعليم في المغرب وبلاد أخرى كثيرة من العالم. ومن العجيب أن الغشاشين يستغلون كل تقدم علمي لتحقيق مآربهم الدنيئة ، ومن المؤسف أن نقول إن الامتحان فقد قيمته ، ولم يعد ذلك المعيار الصحيح والحقيقي لتقويم مستوى التلاميذ بسبب تفشي تلك الظاهرة وتطور أساليبها ، حتى أصبحنا نتحدث اليوم عن الغش الجماعي المنظم .
يلاحظ قبل الأسبوع الأخير للامتحانات أن كثيرا من التلاميذ يقضون أوقاتهم في الاستعداد لتهيئ وسائل وأدوات الغش، ويبتكرون أحسن الأساليب التي لا يمكن للمراقب ضبطها ، ونذكر منها على الخصوص: كتابة الدروس في أوراق وتصغيرها بواسطة آلات النسخ لتأخذ مساحة أقل، ويمكن إخفاؤها في أكمام القمصان أو بين طيات أوراق الإجابة ، وهناك أيضا الكتابة على الأيادي والسيقان والأذرع، وكذلك على المقاعد ، ثم أيضا الكتابة على أدوات الهندسة البلاستيكية الشفافة والتي لا تظهر الكتابة عليها إلا إذا وضعت على الورق الأبيض بطريقة تشبه الحبر السري ... هذا فيما يتعلق بأبرز الطرق التقليدية / الكلاسيكية، وإذا ما انتقلنا إلى إبراز الطرق الحديثة، فإننا نرى العجب العجاب ، فهناك الآن ساعات تحتوي على حاسوب صغير به ذاكرة يمكنها أن تخزن العديد من الدروس ، وبالإضافة إلى ما ذكرنا ، نشير إلى الغش بواسطة الهاتف المحمول، وهي طريقة أصبحت كثيرة التداول ، وتعتبر من أسهل الطرق وأضمنها ، لأنه يصعب كشفها ، وتتم هذه الطريقة بوضع السماعة اليدوية في الأذن ، وإخفاء الجهاز المحمول في الملابس دون أن يراه أحد ، وضبطه على الفتح التلقائي عند استقبال أي اتصال ، وبعد ذلك يقرأ السؤال بصوت مرتفع قليلا ليسمعه المتصل ، ثم يقوم بإملاء الإجابة النموذجية دون أن يسمعه أحد .
ومن الطلبة من يذهب إلى المرحاض وقد يصاحبه أحد المراقبين حتى الباب، وبالداخل يقوم باتصال هاتفي أو يبحث عما يريد فيما يحمل معه من أدوات.
ومن الطرق كذلك إدخال الدروس على جهاز الهاتف عن طريق" الأشعة الحمراء "، وهي من أحدث الطرق في عالم الغش، فهي تمكن من إدخال كم هائل من الدروس بسرعة كبيرة وبأقل تكلفة...
وعلى كل حال فأساليب الغش أكثر من أن تعد أو تحصى ، ففي كل يوم يبتكر التلاميذ الجديد في هذا المجال لكن أخطر ما يتداول في الساحة التعليمية حاليا، وأصبح حديث الخاص والعام هو ما يسمى ب:" الغش الجماعي"،وهو عبارة عن تواطؤ بعض المسئولين والمراقبين ، الذين قد يتغاضون عن عمليات الغش ، أو أحيانا قد يتعاونون مع التلاميذ ، وقد يكون سبب ذلك هو الرغبة في الحصول على نسب مرتفعة للنجاح قصد التباهي بها .
في ظل هذا الواقع السلبي في مجال التقويم التربوي ، لا يمكن للمرء إلا أن يتساءل عن جدوى الامتحان بطريقته الحالية التي أصبحت بدائية ومتجاوزة ما دام التلاميذ لا يجدون أدنى صعوبة في اختراقها ، فالتطور الذي يشهده العالم لحظة بعد أخرى يقتضي منا أن نغير مناهجنا التربوية وأساليب تقويمنا للمتعلمين على الدوام .
فهل سنبقى أوفياء للطريقة التي يجرى بها الامتحان حاليا ؟
وما مصير الطلبة الجادين المخلصين المعتمدين على مجهوداتهم ؟
وأين نحن من مبدأ تكافؤ الفرص ؟ …
أسئلة تبقى مفتوحة إلى حين توافر الإرادة القوية والصادقة للتباحث حولها بشكل جدي من لدن جميع الجهات المعنيـــة.
وأترككم في حفظ المولى وعينه التي لا تنام، ضاربا لكم موعدا قريبا – بمشيئة الباري- مع مقال آخر وسمته ب: "تجليات الغش وآثاره". والسلام عيكم ورحمة الله وبركاته.
Sad

الأربعاء، بين العشاءين، 25 فبراير2009

حيا الله الأخ الكريم، والحبيب العزيز، مقال هادف، وما أحوجنا إلى تغيير طرائق التدريس والتعلم.

شكرااا لك على طرحك لهذا الموضوع الهااااااااااام

وأقول أني كنت أخاف عند اجيازي للامتحان الجهوي من أشعر بالاحباط جراء استخدام بعض الاطر التربويين (حقيقة لايستحقون هذا اللقب) لهذا النوع الجديد من الغش لكنهم لم يفلحوا في هذا الامر وأخذ كل تلميذ النقاط التي يستحقها والحمد لله لكني لا أخفي عنكم تخوفي من نجاحهم هذه السنة وهي سنة مصيرية بالنسبة لي

اعلمي أيتها الفاضلة أن الله عز وجل سييسر لك أمورك، إن أنت اتكلت عليه حق التوكل، واتخدت الأسباب الشرعية وأتقنتها جيدا، فأسأل الله لك وللجميع التوفيق.