ما رأيكم في التحدث مع شاب عبر "التشات" مع علم الأهل؛ حيث أنه يعدني بالزواج؟
الإجابة:
لا يجوز للرجل ولا للمرأة المسلمة أن يسعى كل منهما في تكوين علاقة حب قبل الزواج،
وإنما هذا الحب في الإسلام يكون بعد الزواج، لكن إن حدث أن امراة بسبب ظروف ما أحبت رجلا،
أو رجل بسبب ظروف ما أحب امرأة، فهذا أمر فطري لا ينكر، لكن الإسلام أوجد الحل الشرعي
لذلك وهو الزواج. وهذه العلاقات بين المرأة والرجل قبل الزواج كثيرًا ما يقع بسببها أمور لا تحمد عقباها.
وإذا كان الرجل يريد امرأة زوجة له، فيجب عليه أن يتوقف عن الاتصالات الهاتفية وعبر الإنترنت،
ويتوجه ليخطب المرأة من أهلها للزواج على وفق ما يرضي الله تعالى ثم يكتب الكتاب.
وإلى أن يتم ذلك، فالواجب عليهما قطع الاتصالات سواء عبر الإنترنت وغيرها، ولا يحل في حكم الله تعالى
أن تخاطب المرأة رجلا ليس من محارمها يتبادلان الأحاديث المطولة والغرامية، فيفتح باب للشيطان يدخل
منه إلى الحرام، والواجب على الرجل أن يتجنب الحديث مع المرأة التي ليست من محارمه إلا خارج نطاق
ما يسمى علاقات الحب، وعند الحاجة فقط.
ويجب على المرأة المسلمة أن تحافظ على ثلاث مسافات بينها وبين الرجل الأجنبي، وهي:
- مسافة من الحجاب الشرعي
- مسافة من الأدب في الخطاب عند الحاجة فقط بعيدًا كل البعد عما يسمى الحب
- مسافة ثالثة تبعدها من تكوين أي علاقة حب قبل الزواج
وإن وقع في نفسها حب رجل رغمًا عنها، تعففت واستعفت وامتنعت عن الاتصال به حتى يخطبها
فيتزوجها، وكذلك الرجل إن وقع في نفسه حب امرأة ما رغمًا عنه، فالواجب عليه أن يخطبها ليتزوجها،
فإن لم يستطع ذلك يتعفف ولا يتصل بها ويصبر محتسبًا الأجر عند الله تعالى ويبتعد عنها ولا يكلمها البتة.
هذا هو أدب الإسلام، وبه يحفظ الرجل دينه وعفته، وتحفظ المرأة المسلمة كرامتها وعفتها وشخصيتها
وترفع قدرها وتصون شرفها وتعلو منزلتها. وكم حدثت من مآسٍ ومصائب بسبب المحادثات عبر الإنترنت،
وكم أدت إلى الوقوع في الحرام، وكم خدعت به شابة مسكينة وكم سقط فيها شاب في حبائل الشيطان،
وكم استطاع أهل الفجور ابتزاز بنت جاهلة وقعت في حبائلهم، ومعلوم أن هذه العلاقات غالبًا ما لا تؤدي
إلا إلى الإثم والخسران، وحتى لو أدت إلى الزواج فهي طريق غير مشروع، ولهذا فغالبًا ما يستمر
مع الزوج الشك بعد الزواج في هذه الزوجة التي كانت تحادث الرجال بلا حياء، ويتساءل ما الذي يمنعها
من محادثتهم بعد الزواج.
وكذلك تشك الزوجة في هذا الزواج الذي لم يمنعه دينه ولا عفته أن يقيم علاقات مع النساء قبل الزواج،
فما الذي يمنعه من فعل ذلك بعد الزواج، والشك يهدم الأسر.
ومع أنه قد يتوب الرجل والمرأة ويصلح حالهما بعد الزواج، ولكن هذه العلاقات غالبًا ما تؤدي إلى الفشل
والانهيار لأنها بُنيت على الحرام، ولهذا فنصيحتنا لكل فتاة أن تقطع أي علاقة لها مع الجنس الآخر، والعكس.
وإذا كان ثمة علاقة سابقة بين شاب وفتاة، فعلى الشاب أن يتقدم لخطبة الفتاة والزواج منها، وإلى أن
يحين ذلك الوقت، لا يقيم معها أي علاقة.
والله أعلم.
المفتي حامد بن عبد الله العلي
اللهم اغفر لي تقصيري واسرافي في امري
اللهم عفوك ارجو ورحماك اقرب من عقابك فاغفر لامتك
اللهم يارب العالمين انت تعلم اني من عبادك فعفوك يا صاحب المنن يا ذا الجود
مننت علينا وخيرك الينا نازل وشرنا اليك صاعد تتقرب الينا وانت الغني عنا
رحماك يا الله عفوك يارب
--------------------