هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 التسكع الجنسي في المؤسسات التعليميــــــة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
أبو الفداء
مدير المنتدى
أبو الفداء


ذكر عدد الرسائل : 467
العمر : 42
الموقع : مؤسسة السلام
المزاج : الحمد لله
تاريخ التسجيل : 31/10/2008

التسكع الجنسي في المؤسسات التعليميــــــة Empty
مُساهمةموضوع: التسكع الجنسي في المؤسسات التعليميــــــة   التسكع الجنسي في المؤسسات التعليميــــــة I_icon_minitimeالخميس يناير 01, 2009 9:48 am


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الودود الستير، والصلاة والسلام على البشير النذير، والآل والصحب الصفي ذوي البدر المنير، ومن دار في فلكهم، وابتغى منهجهم،
وبعد:
" التسكع الجنسي في المؤسسات التعليمية "
فما أكثر التلاميذ حين تعدهم **** ولكن المتخلقين منهم قليل
من أشد ما يتحسر له المسلم الصدوق،أن ينقل إلى مسامعه ممن يثق فيهم من أهل الفضل والصدق، استشراء الفساد في وسط كان المسكين يظن أنه بعيد البعد كله عن مواطن الشك والريبة، ويبث في خلده أن الانحلال الأخلاقي والميوعة الجنسية قد طغت وعمت جل الأماكن بما في ذلك المحيط التعليمي- وأقصد هنا مؤسساتنا التعليمية – التي أضحت أماكن يرتادها أشخاص لا يصبون اهتماماتهم إلا في إقامة علاقات جنسية رخيصة، والظهور بمظهر الشجاع المنفتح، فمن لا تربطه علاقة جنسية مع إحدى " التلميذات " – رفع الله قدر الأخوات الكريمات – لا يصنف ضمن دائرة الرجال، بل إن رفاقه ينعتونه بأقبح النعوت، وأشدها صفاقة ووقاحة. فما هي الأسباب التي دفعت بهذه الظاهرة إلى الاستفحال؟؟؟ وما آثارها وانعكاساتها على قيمنا وأعرافنا؟؟؟ وأخيرا ما الحلول الممكن اقتراحها بغية الحد منها وتنقية أجوائنا التعليمية/ التعلمية مما علق بها من أدران غيبت محاسنها وأذهبت رونقها وبهائها؟؟؟
اعلموا أيها الإخوة الأعزاء، وأيتها الأخوات الفاضلات، أن الطبيب الحاذق لا يفلح إطلاقا في إيجاد الوصفة الناجعة الفعالة لمرض اعترى إحدى رواده، ما لم يضع يده ابتداء على موضع الداء، ومكمن الجرثومة، فنحن كذلك ومثال، لن نستطيع اقتراح حلول وبدائل لعلاج الظاهرة، ما لم نقم بعملية جرد وإحصاء لأهم الأسباب والدوافع التي أسهمت في طغيان هذا الداء العياء، المنذر بفناء المنظومة القيمية التي ما زالت الأمة تفخر بمحاسنها.
أبدأ سلسلة الأسباب بسرد واقعة جرت لي شخصيا مع إحدى التلميذات اللائي أدرسهن، والتي أتتني في أحد الأيام، وكنت قد شممت منها رائحة السجائر، فعندما رن الجرس، استدعيتها عندي، وسألتها ما هذه الرائحة الخبيثة التي تنبعث من فمك؟ طبعا هي في البداية حاولت الإنكار، ولكني لم أترك لها فرصة للتهرب من الإجابة، فقالت لي بعد جهد جهيد: إنها تدخن انتقاما من أبويها، اللذان لا يباليان إطلاقا بها، لأنهما يظنان أنهما بإعطائها المال، وكسوتها من قبلهم بأحسن الملابس، قد حققا لها السعادة المنشودة، فأقول أيها الأفاضل، إن السبب الأول لاستفحال تلكم الظاهرة هو إهمال الأوصياء والأولياء لشؤون أبنائهم وبناتهم، وعدم الاهتمام بمشاكلهم وانشغالاتهم، والاستماع لهمومهم، لأن الطفل تربى وقد تأصلت لديه أزمة غياب الثقة مع أقرب الناس لديه، أمه وأبيه، بل إن غياب القدوة الحسنة، والأسوة المثالية، هي التي أوصلتنا إلى ما أوصلتنا إليه، فعندما ينشأ الابن أو البنت في مجتمع قد ألف الكذب والغيبة، وشتى المنكرات، فماذا نتوقع من هذه الناشئة؟ سؤال مرير والإجابة عنه أمر، ثم إن قضية الرفقة تكتسي أهمية بالغة في هذا المقام، فإن كثيرا من الشباب – بجنسيهم – يكونون في بداية الأمر على الفطرة الخالصة، فتجدهم متسمين بخلقي الحياء والوقار، لكن بجرد أن يختلطوا مع فئة من المضلين المغوين، تصير حياتهم في قمة الميوعة والانحلال، لأن أخلاق السفهاء تعدي و كذلك مجالسة أهل الدنايا، ثم إننا لا ينبغي إطلاقا أن نغيب عن إدراكنا ما يعانيه شبابنا من فراغ ديني وخواء روحي، فإذا ما سألت أحدهم عن أبسط تعاليم الدين ( فرائض الوضوء، نواقضه...) تجده حاسر الرأس، مطأطأ الهامة، وإني في هذا المقام لا أتحدث عن جهل أو مبالغة في الحديث، فإني لا أقول إلا ما أعيشه يوميا مع شريحة التلاميذ، إنهم بالفعل يحيون فراغا قاتلا على مستوى الجهل المقيت بشرع نبيهم، ومنهج نبيهم، وشيء بدهي جدا أننا بتنا نذوق مرارة هذا الواقع البغيض، نظرا للمغريات التي عمت وطغت، والتي أسأنا استثمارها واستغلالها بما يعود على أمتنا بالخير والنفع العميمين، بل على العكس من ذلك فإن السواد الأعظم من الناشئة التعليمية لا تفرق بين محاسن الحضارة الغربية وسلبياتها الكثيرة والمتنوعة، وأنا أقصد هما بالطبع التقليد الأعمى للآخر الذي نلمسه في تعاملات كثير من شبابنا، فقد نبذنا – وبكل أسى وأسف – قيم الإبداع والإنتاج، وأقبلنا بكلياتنا على الاستهلاك دونما تمحيص وتحلية لما نستهلكه. وعلاوة على ما تقدم ذكره أود أن أشير إلى المسؤولية الكبيرة التي يتحملها الخطاب الإعلامي – على اختلاف أطيافه وأشكاله – مرئي، مسموع، مكتوب... هذا الخطاب الذي يبث علينا وعلى مدى اليوم بأكمله مسلسلات داعرة وتمثيليات فاضحة، تمجد للخيانة الزوجية، وتشجع بقصد أو عن غير قصد على ذيوع المنكرات وانتشارهافي أوساط الأسر، ولعله من بين أبرز تلك الأسباب رداءة المنهاج التعليمي المقرر من لدن الوزارة الوصية، وسأكتفي في هذا المقام بالتمثيل على صدق كلامي بمثال وحيد، لكي أدلل لحضراتكم على مدى خطورة ما تقترفه تلكم الوزارة، فقد درست في السنة الفارطة لتلاميذ السنة الثانية باكالوريا أدب مؤلفا روائيا للروائي المصري " نجيب محفوظ" وهي موسومة ب: " اللص والكلاب " وهي رواية تحمل مقاطع وصور في غاية الوقاحة والصفاقة، وأمثال هذه الأعمال تخاطب الشهوات الهاجعة لدى الناشئة، وتشعل من فتيل الرغبات الكامنة في صدورهم، وتعزف على وتر الإثارة الجنسية لديهم، مع العلم طبعا، أنهم يعيشون مرحلة عمرية من أخطر مراحل العمر، والتي تقرر مصائرهم وطرائق حياتهم في ما يستقبل من الزمان.
لعل هذه هي أهم الأسباب والدوافع التي يظهر لي أنها تتعلق بمجالات شتى، منها ما يمس القيم الدينية، ومنها ما يتعلق بالأسرة، ومنها ما يتعلق بالنظام التربوي- عموما-، ومنها ما تتقاطع فيه شخصية المتعلم مع نفسيته.
وبعد أن تعرفنا على أبرز الأسباب المؤدية إلى استفحال تلك الظاهرة المقيتة، ننتقل الآن إلى الحديث عن تجليات تلك الظاهرة وبيان آثارها.
مما لا يدع مجالا للمماحكة والارتياب أن للتسكع الجنسي آثارا سلبية وعواقب وخيمة، ويا ليت تلكم العواقب اقتصرت على المتلبسين بها، بل إن الأمر قد يصل إلى حد التأثير سلبا على المنظومة القيمية، فتكون النتيجة الحتمية تدني الأخلاق، وما من أمة يكون ذلك مصيرها إلا تعرضت للفناء والاضمحلال مهما بلغت حضارتها المادية من تطور وارتقاء، كما أقر بذلك عالم الاجتماع المسلم: "عبد الرحمان بن خلدون" في كتاب الماتع: " المقدمة "، لأن ذلك التطور وذاك الرقي ينطبق عليهما المثل العربي القائل: " أسمع جعجعة ولا أرى طحينا "،إن استفحال الميوعة الجنسية في أوساط مؤسساتنا من شأنه أن ينتج عنه تأخر الأمة، وذلكم أن الأمم لا تتقدم إلا بالعلم والشباب، فإذا كان الشباب ذاك حالهم، فماذا سوف ينتجون لنا؟ ما هو الهم الذي يحمله أحدهم؟ ما هو الدور الذي يقوم به في بناء الأمة؟ لا شيء، بل غاية همه، ومنتهى مطمحه، إشباع رغباته، وهكذا تبقى الأمة متخلفة بسبب نشوء جيل مائع منسلخ تماما عن تعاليم الشريعة السمحاء، ثم إن المستوى التعليمي والتحصيل الدراسي سوف يتموضع في الحضيض، وفي أسفل الهاوية، إلى غير ذلك من الآثار والنتائج المترتبة عن استشراء هذا الداء العضال، والتي قد يطول بنا المقام في سردها بأجمعها، ولعل فيما ذكر كفاية وبلغة.
وبعد أن أنهينا هذا الطواف، جدير بنا أن نخلص إلى عرض بعض الحلول والاقتراحات الممكنة لعلاج الظاهرة، فما جدوى الحديث عن الأسباب والانعكاسات، إذا نحن لم ندلي ببعض البدائل المتيحة التخفيف من حدة المشكلة، فأقول إن أولى تلكم البدائل، هي تقوية الوازع الديني لدى الناشئة التعليمية، لأن الشباب إذا لم يدركوا حقيقة الدين لانحرفوا وركبوا مطايا الضلالة، وتلبسوا بالمنكر، حيث لا إيمان عندهم، ولا عقيدة تحكمهم، كما ينبغي على الأنظمة القائمة على وضع المناهج الدراسية الاعتناء بها، انطلاقا من تقرير أعمال ذات نفع وأهداف سامقة، والابتعاد عن تلكم الأعمال الساقطة الهابطة، ولابد من تسليط الضوء كذلك على الدور الكبير المنوط بالأسرة والمدرسة في هذا الباب، فقد ذهب بعض علماء التربية إلى أن تأثير الأسرة
تربية الطفل تفوق في آثارها كل مؤسسات المجتمع الأخرى، بل إن نجاح تلك المؤسسات إنما يتوقف على البيت، فبصلاحه تصلح آثارها، وبفساده وانحرافه تذهب معظم مجهوداته أدراج الرياح، كما يجب العمل على تثبيت خلقي الحياء والحشمة في أنفس أحبتنا، فهذان الخلقان عاصمان للمرء، أما إذا انتزعا من قلب الشخص فقد المناعة الذاتية، لذلك يهون عليه ركوب كل قبيح، دون أي شعور بتأنيب الضمير، أما الحسيب الأمين فإنه يكره أن يعمل عملا يذم به، أو يعاب عليه، كما قال القائل:
إذا لم تخش عاقبة الليالي **** ولم تستح فاصنع ما تشاء
وبعد: فلا أقول إنني صنفت ووفيت، وزدت وأضفت، وصححت وخطأت، ولكن إنما هي محاولة متواضعة مني لتسليط الأضواء على ظاهرة كان لها تأثير بالغ على قيمنا وعاداتنا.
فنسأل العلي القدير أن يصلح أحوال شبابنا وفتياتنا، وأن يؤوب الجميع إلى المليك العلام أوبة العبد الذليل إلى سيده ومولاه، آآآآآآآمين، وصلى الله وسلم وبارك على النبي الأمي، وعلى الآل والصحب الصفي، والسلام.
بقلم أخيكم أبي هاجر المراكشي.
Sad Sad Sad Sad Sad Sad Sad Sad Sad Sad Sad Sad


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حفيدة السلف
مدير المنتدى
حفيدة السلف


انثى عدد الرسائل : 216
العمر : 34
الموقع : ثانوية القدس التأهيلية
المزاج : ممتاز والحمد لله
تاريخ التسجيل : 30/10/2008

التسكع الجنسي في المؤسسات التعليميــــــة Empty
مُساهمةموضوع: رد: التسكع الجنسي في المؤسسات التعليميــــــة   التسكع الجنسي في المؤسسات التعليميــــــة I_icon_minitimeالخميس يناير 01, 2009 12:11 pm

لا املك تعابير لكي اشكرك على موضوعك او لمجاملته لكن اكتفي بقول ماشاء الله ولا حول ولا قوة الا بالله جزاك الله خيرا وزادك علما ورقيا في التفكير.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التسكع الجنسي في المؤسسات التعليميــــــة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: القسم الإسلامي :: ساحة سليــــــــلات السلـــــــف-
انتقل الى: