مصارحة الذات

موضوع: مصارحة الذات الخميس نوفمبر 13, 2008 11:37 am

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل في كتابه المجيد:" لا إكراه في الدين" ، والصلاة والسلام على من
أنزل في حقه:" وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، وعلى الآل والصحب الكرام البررة، الأصفياء الطهرة،
وبعد:
فكثيرة هي الشبه والأباطيل التي حامت حول الإسلام، معتبرة إياه دين غلو وتطرف، وإقصاء ودعوة للرجعية والتخلف، وما أخال هذه الدعوات الماكرة إلا إمعانا من أصحابها في تكريس روح من التعصب والتحيز المقيتين، البعيدين كل البعد عن منطق الموضوعية ونكران الذات.
لماذا يا ترى ألصقت بالإسلام هذه التهم المعلبة؟؟؟ هل السبب في ذلك يرجع إلى المؤامرات التي تحاك بليل للإسلام والمسلمين؟؟؟ أم إن السبب في ذلك يرجع إلى سوء فهم السواد الأعظم للمسلمين – وأخص بالذكر المتدينين منهم للأسف الشديد – للنصوص والأحكام الشرعية المبثوثة في الكتاب والسنة؟؟؟ أم إن الأمر على خلاف ذلك يكمن في اعتبار الكثير منا أن الإسلام قد كبل حريات الأفراد، وقيد تصرفاتهم، معتبرا إياهم قاصرين يحتاجون إلى من يأخذ بأيديهم بدعوى أنهم لا يحسنون التصرف، شأنهم في ذلك شأن السفيه الذي يخشى عليه من تبذير أمواله في وجوه لا تعود عليه بالنفع... أسئلة كثيرة ترد على الخاطر، وتفقد المرء صوابه إذا انساق خلفها دونما إعمال للتفكير الأكاديمي الصحيح، الداعي إلى ضرورة التروي والتأني أثناء محاولة علاج المشاكل والمعيقات. إننا نحتاج في حل المشكلات إلى جملة أمور، يمكن إجمالها في النقاط الآتية:
أ- معرفة أن ما يزعج الناس ليس مشاكلهم، وإنما نظرتهم إليها.
ب- نحتاج في حل المشكلات إلى مهارات التفكير الإبداعي والتحليلي.
ج- إذا سقطنا في مشكلة وجب علينا التفكير في مفاتيح علاجها، لا في قضبانها.
ثم إنه خليق بنا ونحن نبحث عن علاج لمشاكلنا أن نحيط بأن حال الخليقة مع مشاكلهم يتوزع إلى ثلاثة أنماط:
1- النمط الأول: وهم النفاة أو المغفلون، السذج الين يتوهمون ألا مشاكل تعترضهم، وأنهم بمأمن عنها، وهذا الصنف غير الواعي يكون مصيره مع المشاكل التراكم والتزايد.
2- النمط الثاني: وهم المعتدلون الوسطيون، الذين لم يدعوا الكمال والركون إلى الدعة والطمأنينة، وفي الآن نفسه لم يقنطوا من الحصول على حلول وبدائل لما اعترضهم من صعوبات ومعيقات، وهو صنف يصل في نهاية المطاف إلى حل.
3- النمط الثالث: المضخمون المهولون: وهو صنف فقد الأمل في إيجاد خلاص يذهب عنه وحشة واقعه المر الأليم، وهذا النمط الأخير لا يفلح إطلاقا في التخلص من مشاكله بل يكون مآله اليأس.
وحتى نعي جيدا هذه الأنماط الثلاثة، فلا بأس من أن نستعين بالخطاطة والترسيمة الآتية، لما أثبثته طريقة العمل بالمخططات والتشجير من نجاعة وفعالية:
النفي أو الغفلة ـــــــــ الاعتدال والتوسط ـــــــــ التضخيم والتهويل
تراكم حل يأس
بعد أن نتمثل جيدا هذه الخطاطة في أذهاننا وجب علينا اتخاذ الخطوة نحو البحث عن الملاذ الآمن والحضن الدافئ ، من غير تهيب منها، فإنه:
من يتهيب صعود الجبال **** يعش أبد الدهر بين الحفر
إن الخصال التي تجعل الإنسان ناجحا هي الجرأة على التفكير والجرأة على العمل والجرأة على توقع الفشل، لا يهم الفشل، بقدر ما يهم شرف المحاولة المتتالية - دونما يأس وضجر- فإن النجاح لا يقاس بالموقع الذي يتبوأه المرء في حياته .. بقدر ما يقاس بالصعاب التي يتغلب عليها، ولا ينبغي أن يغيب عن تفكيرنا إطلاقا أن الفشل ما هو إلا هزيمة مؤقتة تخلق لنا فرصا للنجاح.
ختاما أنهي حديثي بقولة شدت انتباهي للمفكر الغربي ( بابليليوس سيرس ) مؤداها أنه: " قد يتقبل الكثيرون النصح ، لكن الحكماء فقط هم الذين يستفيدون منه" ، فأسأل الله أن تلقى مقالتي آذانا صاغية ، وأفئدة واعية، تستطيع تمثلها وجعلها نبراسا يستعان به في إنارة الكون الفسيح، الذي اعترته ظلمة موحشة.
موعدنا في المقالة الموالية، بحول الله وقوته، والتي ستكون بعنوان: " خطوات على طريق البحث عن حلول وبدائل" .
و لا تنسونا من خالص دعائكم والسلام عليكم.
مع تحيات أخيكم أبي هاجر المراكشي.
Sad

ليتك أخي الحبيب تفصل أكثر فيما يتعلق بأسباب تخلف الأمة الإسلامية، ولك جزيل الشكر,

بالفعل يا أخي مجهود مشكور،لمقالة جيدة ، لغة ومضمونا
ونتمنى من الاخ الكريم أثناء تحضير لمقاله القادم الذي عنونه :خطوات على طريق البحث عن حلول وبدائل، أن يستحضر السبب في تطبيق هذه الحلول، فالحلول نسمعها هنا وهناك، لكن أين الصعوبة في التطبيق
جزاك الله بها خيرا