لا تخلو أي أسرة من مشكلات وسوء تفاهم من كلا الطرفين لسبب أو لآخر وبدرجات متفاوتة , وقد تؤدي هذه المشكلات إلي تفكك الأسرة وانفراط عقدها .. ولكن إذا تم تشخيص الداء سهل وصف الدواء .. والتفاهم بين الزوجين لاشك يؤدي إلي استقرار الحياة الزوجية واستئصال المشكلة من جذورها قبل أن تقع , لذا وجب علي الزوجين المصارحة والوضوح وإفضاء كل شريك لشريكه عما بصدره.. ما يقلقه.. وما يزعجه.. وما يفرحه.. وما يحزنه.. و.. ..هذا إن كانا يريدان للحياة أن تستقر و لسفينة الحياة أن تسير , هذا نوع من العشرة بالمعروف أن يحترم كل شريك شريكة .... يحترم صمته وحديثه بل و يحسن الاستماع والإصغاء لكل ما يقول ولا يسفه له رأياً . يحترم مشاعره ولا يكثر من اللوم و العتاب و النصح , فاللوم لا يأتي بنتائج ايجابية في الغالب و كثرة العتاب يحطم كبرياء النفس كما أن كثرة التجريح والتوبيخ يكسر النفس و يجعل كل شريك يفتش عن عيوب شريكة و تَصِيٌد أخطاءة. كما أن علي كل شريك أن يتقبل شريكه ولا يحاول أن يشكله بالطريقة التي يريدها لأن الزواج ليس احتلالاً إنسانيا ولا استعمارا فكريا ولا غزوا عاطفيا , فكيف يستطيع أحد الزوجين أن يحتل مشاعر الطرف الأخر ليعلمه من جديد ما يحب وما يكره !! ويحدد له طريقة تفكير و مستوى فهمه و حدود ردود أفعالة !! و الأخطر من كل هذا أن يعتبر أحد الطرفين خصوصيات شريكه مباحة له!! . إن الربطة المقدسة بين الزوجين هي الركيزة التي يبني عليها تقبل الأخر وهى الفسحة النفسية الرحبة للتفاهم بعيداً عن الشد و التوتر و هي كفة العدل التي تعلمنا ألا ننسى الحلاوة عندما نذوق مراً ولا ننسى الجمال عندما نرى قبحاً .. فإذا لم نمنح شريكنا مساحة حب بيضاء فإن النفور سيفرض مساحة سوداء لا تلونها كل محاولاتنا, وإن كان هناك سبب واحد يجعلك تنفر من عشيرك فإن هناك أسبابا تجعلك تحبد استمرار معه.. فلونوا مشاعركم الجميلة أنعشوها ,عطروها , امنحوها مساحة للحب والمغفرة.