لا أفلح في نصحهـــــــــــــــم.....

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، حامي المستضعفين، ومنجي المستعيذين، أحمده حمد العبد المعترف بجزيل نواله، وجسيم منه وعطائه، وأصلي وأسلم على سيد الورى كلهم من عرب وعجم، وعلى الآل والصحب الأصفياء الأخيار، ومن ارتضى نهجهم سبيلا، وطريقهم مسلكا ودليلا،
وبعد:
"لا أفلح في نصحهم"
تقاليد بائدة بغيضة، وأعراف زائفة مقيتة، تلك التي أضحت متحكمة في طرائق تفكيرنا، وموجهة لتصرفاتنا و فعالنا، يكاد العاقل اللبيب يفقد صوابه وتركيزه، إن هو أرخى العنان لها، واسترسل دون كبح لجماحها، محاولا فك طلاسمها، وفض مغاليقها، والخلوص لاستنتاجات، تزيل ظلام الغموض عنها، وتجلي سحائب الإبهام عن ظاهرها.
لم تزد مجتمعاتنا المتخلفة أصلا عن الركب، إلا اندحارا وتقهقرا إلى الوراء مسيرة حقب طويلة، وفترات سحيقة موغلة. والعجب الذي يحار له التفكير، ويلتبس على الذهن، ويستعصي على الفهم، ويتأبى على القبول، أن جارحتك تتلقى أعذارا واهية، يتوسل بها المنساقون خلف تلكم النقيصة ... مقالات الناس... وسنصير مطية للهزء... ومركبا تلوكه ألسنة الناس، وتقذف به الأمواج العاتية لازدراءاتهم يمينا وشمالا... ونحو ذلك مما لا يرقى لأبسط مستويات التفكير السوي...
متى كان الاندفاع نحو كلام الآخر يتقدم بنا خطوة إلى المسلك اللائق؟؟؟
أيها العقلاء... إنه لا تعدم الحسناء ذاما، وأي إنسان حباه الله بمنن وعطايا، لا يسلم من تحقير هذا، وسخرية ذاك، حسدا من عند أنفسهم... ولكن
من ذا الذي تصفو له أوقاته **** طرا ويبلغ كل ما يختاره
ألا قبح الله ما ألفتموه من حماقات وسخافات، وترهات وتفاهات... ثم إنكم بعد ذلك تتدعون التشبع بقيم التحضر والمدنية، والاستنارة والاستقلالية...
أنتم أبعد ما تكونون عن التحرر من أغلال الأعراف، والانعتاق من قيودها المسيطرة على حركاتكم وسكناتكم، فأنتم لا تخطون خطوة إلا إذا صدرتموها بالتنفير من تلفظات الآخرين... إن واقع الحال يشهد بجلاء أنه تعتريكم مركبات الشعور بالنقص، وتتخلل تفكيرهم فوبيا كلام الآخر...
أما آن لكم أن تصحوا من سكركم البادي، وأن تفيقوا من سباتكم الماضي؟؟؟ إلى متى سنظل عبيدا مستضعفين، تابعين خانعين، لهف نفسي
بالأمس كنا سادة العالم وقادته **** ما بالنا اليوم صرنا من الخدم؟!!
ألم يمتن الله عليكم بملكة التفكير ؟؟؟ ألم يجد الباري عليكم بهبة التمييز بين السليم والسقيم، الصالح والطالح؟؟؟...
لماذا لا تعملون عقولكم تلك في التأصيل لمبادئ الإبداع والتأسيس لقيم الإنتاج؟!!
بم تبررون انجرافكم خلف الأعراف والتقاليد؟؟؟ إن كانت مسوغاتكم، هي تلك التي أشرت إليها آنفا، فتلك حيلة العاجز، وضحك من لدنكم على العقول والأفهام، وسخرية على الأذقان واللحى...
لقد أقيمت عليكم الحجة، ولا مجال إطلاقا للتمسك بأعذار واهية، هي أوهن من بيت العنكبوت، لن تكرس فينا إلا خنوعا وخضوعا مذلين مقيتين... فمن حيي منكم فسيحيى عن بينة، ومن هلك فسيهلك بدوره عن بينة...
يا أرباب المدنية... معاشر المنفتحين
هذه نصيحة عذبة رقراقة، أهديكم عبير أريجها الفواح، وطيب عبقها الزكي المعطار، أخطها بمداد من الصبر والاحتساب، نبضه الإخلاص، ووريده المعاناة...
ما كنت يوما ممن ينتقد فقط من أجل الانتقاد، كلا، ولا ممن يهوون توجيه الصفعات اللاذعة، أو العبارات المشينة... الأمر بخلاف ذلك، والقضية أرحب من مجرد انتقاد أو إشارات هنا وهناك، أنا لا أعدو أن أكون قد كشفت القناع عن واقع مر أليم، وأمطت اللثام عن مستنقع كدر عكر، فإننا لا نريد أن نتيقن حقيقتنا، أو نتقبل واقعنا... لأننا... نعتقد أننا نسير في الوجهة الصحيحة، وأن الخير كل الخير في الاحتذاء بخرافات وأباطيل خرقة بالية، قد أكل عليها الدهر وشرب...
زمان هون الأحرار فينا **** وحكم الأندال الحمقى أمرنا
فهل ثمة من جيل سيقبل أو مضى يجيب هذه الدعوة؟؟؟ ويبث فينا روحا من التفاؤل والأمل اللذان حلقا عنا بعيدا؟؟؟ ... أم إن الأفق مسدود، والأمل ضائع مفقود؟؟؟ وحتى لو أننا أدمنا الطرق على الباب فإننا لن نفلح في الولوج؟؟؟، وسنكون عندها كمن يحمل فوق رأسه قربة ماء بالية تنساب منها قطرات الماء، تضييعا منا للجهود، وإهدارا منا للوسع والتعب...
لقد أسمعت لو ناديت حيا **** ولكن لا حياة لمن تنادي
ولو نارا نفخت فيها أضاءت **** ولكن أنت تنفخ في رمادي
Sad

هجير الأحد، 22 فبراير2009

نسال الله ان يوفقنا في اكتساب مثل رصيدك اللغوي وفصاحتك القوية "ما شاء الله ولا حول ولا قوة الا بالله" ولو انني لم افهم الموضوع جيد اد ان كلاماته صعبة لكن جزاك الله خيرا على مجهودك

لا أفلح في نصحهـــــــــــــــم..... Al7jaz-1234966613

لا أفلح في نصحهـــــــــــــــم..... Al7jaz-1234966613