تجليات الغش وآثاره..........

3
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
بعد تعرفنا على أبرز الأسباب المؤدية إلى انتشار الغش،وبعد عرضنا لجملة من الآليات التي يتم توظيفها من قبل الغشاشين . ننتقل الآن إلى الحديث عن تجليات تلك الظاهرة وبيان آثارها على مستعمليها .
مما لا يدع مجالا للمماحكة والارتياب أن للغش آثارا سلبية وعواقب وخيمة ، ويا ليت تلك العواقب اقتصرت على معتمديه، بل إن الأمر قد يصل إلى حد التأثير على المنظومة التربوية، فتكون النتيجة الحتمية تدني القيم الخلقية، وما من أمة يكون ذلك هو مصيرها إلا تعرضت للفناء،مهما بلغت حضارتها المادية من تطور وارتقاء،فإن ذلك التطور وذلك الرقي ينطبق عليهما المثل العربي القائل : " أسمع جعجعة ولا أرى طحينا " ، ذلك أن الحضارة - في مفهومها العام – هي" ثمرة كل جهد يقوم به الإنسان لتحسين ظروف حياته ، سواء أكانت الثمرة مادية أم معنوية"
وحتى لا يكون حديثنا فضفاضا ، نضع على شكل نقاط مركزة جردا بأبرز تلك النتائج والآثار المترتبة عن الغش أثناء الامتحانات :
3 – 1 : الغش سبب لتأخر الأمة وعدم تقدمها : وذلك لأن الأمم لاتتقدم إلا بالعلم والشباب المتعلم ، فإذا كان الشباب لايحصلون على الشهادات إلا بالغش ، فماذا سوف ينتجون لنا ؟ ما هو الهم الذي يحمله أحدهم ؟ ما هو الدور الذي يقوم به في بناء الأمة ؟ لاشيء، بل غاية همه وظيفة بتلك الشهادة المزورة، يأكل منها قوته، لا هم له في تقديم شيء ينفع الأمة. وهكذا تبقى الأمة متخلفة بسبب أولائك الغششة. ونظرة تأمل للواقع تمكننا من رؤية ذلك واضحا جليا ، فعدد الطلاب المتخرجين كل عام يعدون بالآلاف ، ولكن من منهم يقدم مشروعا نافعا للأمة ، قلة قليلة لا تكاد تذكر .
3 – 2: أن الغاش غدا سيتولى منصبا : أو يكون معلما، ومن ثم سوف يمارس غشه على الأمة، بل ربما علم تلاميذه الغش .
3 – 3 : أن الذي يغش سوف يرتكب عدة مخالفات – إضافة إلى جريمة الغش – منها التعود على الخداع والكذب، وأعظمها الاستهانة بالله ، وترك الإخلاص والتوكل عليه جل وعز .
3 – 4 : أن الوظيفة التي سيحصل عليها بتلك الشهادة المزورة ،أو التي حصل عليها بالغش ، سوف يكون الراتب المحصل منها حراما ، وأيما جسد نبت من حرام فالنار أولى به، كما صح في الحديث.
3 – 5 : تدني المستوى التعليمي : فلا شك أن الشهادات المحصل عليها سوف تتعرض لفقدان الثقة والمصداقية ، ومن ثم التشكيك في قدرات حامليها ، فيكون الناتج الطبيعي لكل ذلك تدهور كبير في نظامنا التعليمي .
3 – 6 : بعث اليأس والقنوط في نفوس التلاميذ المجدين: فعندما يرى التلميذ المجد زميلا له قد حصل على نقطة - قد يفوته أو يتساوى معه فيها - ، وهو قد بذل مجهودا جبارا طيلة السنة ، فإن ذلك يزرع في نفسه إحباطا وشعورا بعدم إقرار العدالة ومبدأ تكافؤ الفرص .
إلى غير ذلك من الآثار والنتائج السلبية المترتبة عن الغش في الاختبارات ، والتي قد يطول بنا المقام في سردها بأجمعها ، ولعل فيما ذكر كفاية.
وإلى لقاء قريب- بحول الله- مع مقال آخر سأستعرض فيه لحضراتكم سلسلة من الآراء لثلة من الدارسين بخصوص قضية الغش في الاختبارت.
Sad