اللقب: مفهومه، أنواعه، حكم الإسلام فيه..............
كاتب الموضوع
رسالة
أبو الفداء مدير المنتدى
عدد الرسائل : 467 العمر : 42 الموقع : مؤسسة السلام المزاج : الحمد لله تاريخ التسجيل : 31/10/2008
موضوع: اللقب: مفهومه، أنواعه، حكم الإسلام فيه.............. الأحد مارس 15, 2009 1:39 pm
بسم الله الرحمن الرحيم: الحمد لله حمد الشاكرين المعترفين بجزيل نواله، وصلوات ربي البهية وسلامه على سيد الخلق والبشرية، وبعد: 1- مفهوم اللقب: التلقيب هو إطلاق اللقب وإصداره على شخص معين، سواء أريد منه ذم الملقب وذكر عيوبه، أم أريد منه تعريفه ومدحه والرفع من شأنه، وكما يمكن أن يطلق الشخص لقبا على غيره ، يمكن أيضا أن يطلقه على نفسه، وحينئذ يكون المقصود منه غير النبز والذم. 2- أنواعه: 2°1 اللقب الغيري : اللقب الغيري : هو اللقب الذي يصدره الآخرون على شخص معين بغية ذمه أو مدحه، فإن كان الاحتمال الأول، فإن اللقب ربما يتفجر نتيجة الخوف من الآخر المختلف وعدم احتماله، أو الخوف من عاهاته ونقائصه ، مما ينتج عنه أزمة تواصل تتخذ أشكالا في اللقب الغيري تتغيى جميعها تعييب الفرد أو نسبته إلى صفة مألوفة ، قصد الاطمئنان من عدم خطورته، وإن كان الاحتمال الثاني ، فإن اللقب يصدر من الآخر ليسفر عن حالة اطمئنان وعدم خوف من الآخر المختلف ، وليبين علاقة الحب والمودة التي تربط بين الملقِّب و الملقَّب. وداخل اللقب الغيري يمكننا أن نميز أيضا بين نوعين: أ -اللقب الغيري العابر: يهدف خلق لحظة المرح عبر الاستفزاز والتسلي بردود الأفعال . ب -اللقب الغيري القار:قد يتطور اللقب العابر ويدوم ، فيصبح آنذاك لقبا قارا يعمر أكثر من السياق الذي أنتجه ، وذلك بفعل عملية التعبئة والترويج الممنهجة والموازية له . ولعله بدا واضحا ، أن هذا النوع هو مجال بحثنا الخاص بتلقيب التلاميذ للأساتذة . 2°2 اللقب الذاتي : اللقب الذاتي هو اسم الشهرة أو الاسم الفني المستعار ، الذي يقدم به الفرد نفسه لجمهوره أو زبنائه أو خصومه...، ويبدو طريقة حديثة في تقديم الذات الفاعلة. وإذا كان اللقب الغيري يتفرع إلى لقب عابر وقار ، فإن اللقب الذاتي لا يكون إلا قارا بطبعه ، إذ يرافق صاحبه طيلة المشوار الذي ارتبط به ، وفي هذا الإطار يمكننا التمييز بين: أ -الاسم الفني الخاص بأهل الطرب والتمثيل: ومن بين الأسماء الفنية الشائعة: أم كلثوم، نجاة الصغيرة، وردة الجزائرية، عمر الشريف، فيروز، عبد الحليم حافظ... ب-الاسم الحركي الخاص بالمناضلين: ومن بين الاسماء الحركية الخاصة بالمناضلين السياسيين العرب: أبو جهاد، أبو عمار ، أبو نضال، أبو الوليد، أبو أيمن...، كما تتبنى بنات الهوى- أعز الله قدر أخواتي الكريمات- أسماء حركية لإخفاء هويتهن، شأنهن في ذلك شأن كل العاملين في السرية كالجواسيس وغيرهم. 3حكم الإسلام في اللقب: تعرفنا خلال هذا البحث أن إطلاق اللقب قد يروم ذم الملقب أو مدحه ، وأن اللقب نوعان: غيري وذاتي، فإذا كان اللقب ذاتيا فلا بأس به، ولم ينه عنه الشارع،إذ هو يرتبط بحرية الشخص، اللهم إن كان فيه ما يدل على تكبر الشخص أو احتقاره للآخرين ، وأيضا ، إذا كان ينافي معناه الأخلاق الفاضلة التي يدعونا الإسلام إلى التحلي بها.أما إذا كان اللقب غيريا وقصد به التنابز فقد نهى الله عنه في القرآن الكريم إذ يقول : " وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ "سورة الحجرات،11، أي لا يدع بعضكم بعضا بلقب يكرهه، وهو الذي يسوء الشخص سماعه، روى الإمام احمد عن أبي جبيرة بن الضحاك قال: فينا نزلت في بني سلمة: "ولا تنابزوا بالألقاب" قال : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وليس فينا رجل إلا وله اسمان أو ثلاثة، فكان إذا دعي احد منهم باسم من تلك الأسماء، قالوا : يارسول الله ، إنه يغضب من هذا، فنزلت الآية "ولا تنابزوا بالألقاب". أما إذا قصد الملقِّب تمييز الملقَّب أو التعريف به ، فهذا يجوز ولا بأس به، وكذا إن رام مدحه وإجلاله، من ذلك ما ورد في صحيح مسلم عن عبد الله بن سرجس قال:" رأيت الأصلع أو الأصيلع يقبل الحجر" يقصد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فإنه رمى إلى تمييزه وتعريفه لا إلى عيبه وذمه وانتقاصه. يتـبدى لنا في ختام هذا المبحث ، أن التلقيب ظــاهرة رافقت الإنسان منذ القدم ، إذ أن من طبيعته وفطرته التي جبل عليها ،إيـجاد أسماء لكل شيء وذلك بإطلاق ألقاب تتـنوع وتختلف بتنوع واختلاف الملقَّب،والمعنى الذي أريد تحقيقه من التلقـيب، سابقا لكل تواصل مع الشخص الملقَّب،ويهدف إلى تمييزه عن آخر وآخرين تربطهم به علاقات معينة، كما يمكن أن يقصد إثارة الفرد والتسلي بردود أفعاله في مواقف معينة . وإلى لقاء قريب إن شاء الله مع المقالة الثانية الموسومة ب: " أسباب التلقيب وآلياته"، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اللقب: مفهومه، أنواعه، حكم الإسلام فيه..............