حينما يبكي الرجال" التبرج"........................

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله المنعم، والصلاة والسلام على إمامنا وحيبينا رسول الله، وآله وصحبه والتابعين،
وبعد:
حرارة مفرطة... هجير محرق... لظى ملتهب... عبارات عديدة وغيرها تلتقطها الأذن كثيرا في أيامنا هذه، تتلفظ بها كثرة غامرة من بنان حواء، لا بلسان المقال، وإنما بلسان الحال، لا بجارحة الكلام، وإنما بقبح التصرفات وسوء الممارسات والفعال، لعله بات واضحا للعيان الموضوع الذي أود طرقه... نعم... إنه التبرج.
حار بي فكري كثيرا، واختلطت علي الأوراق طويلا، قبل أمد يدي إلى الدواة والقلم، محاولا خط بعض الأسطر عن تلكم المدلهة الشنعاء، فقلت في نفسي: بم أمهد لموضوعي؟ كيف أؤسس لطرح جديد؟ تكون فيه الكلمات حانية، تلامس برقتها شغاف القلوب، وتهز بنبراتها أعماق المشاعر ورباطة الجأش؟؟؟ أم هل أعمد إلى خطاب قنوط يؤوس، يذيع مخاوف وأهوالا، تقذف بنا أمواجها العاتية إلى التسخط واليأس من روح الله؟؟؟ بعد أن نأت بي عواصف التفكير طويلا، وصيرتني وليدا قاصرا، وقفت وقفة متأمل متدبر، وإذ بخاطرة تراودني، أن امض بخطى ثابتة، وعزيمة واثقة، وأردف الترغيب بالترهيب، والخوف بالرجاء، وإياك أن تقول: وما عساه ينفع الضجيج والزئير، والناس طرش لا يسمعون؟!!
استحوذت الفكرة على إعجابي، وتملكت وجداني وإلهامي، فاستحضرت قول الباري جل وعز في نوره المبين: " قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون "
الكيس الكيس من وازى بين حر الدنيا ولهيب الآخرة، وخلص به تفكيره، وآل به رجحان عقله، إلى التأكيد أنه لا مجال إطلاقا لإجراء مقارنة ولو يسيرة بين النارين، فإن النار التي نوقدها في دنيانا ما هي إلا جزء من سبعين جزءا من نار جهنم- كما صح في الحديث- فهل تصورتم معي نار حريق مهول شب في بئر من آبار البترول، كيف يكون المشهد؟؟؟ مفزع بالفعل، يخلع القلب، ويرهب الفؤاد، فما بالكم بنيران جهنم وحرارتها المهيبة؟؟؟
لقد تأملت طرائق تفكير الخلائق، فانتهى بي تفكري إلى أن منهم من يشبه الأرنب بضعف قلبه، ومنهم من يماثل الثعلب باحتياله، ومنهم من يضارع الأفعى بخبثه، ومنهم من يحاكي الطاووس في عجبه وكبره، ولكن ليس منهم من من له سلامة الأرنب، وذكاء الثعلب، وحكمة الأفعى، وبهاء الطاووس....
إن زيف المظاهر وبريق الثنايا عرض زائل، ومتاع بال، وإن زهرة الشباب التي يتشدق بنا كثير منا، خديعة كبرى، انطلى مكرها على السواد الأعظم منا، فإن الزهو والفخار إنما يكون بدماثة الخلق وسماجة السيرة، لا بالتباهي بلحوم وحدة أظفار...
إن صدور الشباب تعصف بها الأمواج العاتية للفتن، وإن العفة والكفاف أوشكتا على الزوال والفقد، وإن أصابع الاتهام العشرة موجهة إلى من أصبح الحياء عندهن بضاعة كاسدة... فتن مهولة... في الشوراع... الأسواق... المدارس...كيف للحيي أن يواصل الخطى؟؟؟ ماذا عساه يصنع؟؟؟ هل يقر في البيت؟؟؟ هل يأخذ بوصايا سلفه، ألا يخرج من بيته إلا لصلاة الجمعة والجماعة؟؟؟ ولكنها وصية قيلت في زمان كان فيه التمسك بالدين أصلا ثابتا، وعمودا راسخا، أما اليوم فمن باب أحرى ألا يخرج المرء ولو لأداء الطاعة!!...
أختاه، هل تعلمين، أن نبينا وإمامنا، أمرنا بلعن المتبرجات، حينما قال: " العنوهن فإنهن ملعونات"، فهل تدرين ما معنى اللعن؟؟؟ إنه الطرد من رحمة الله، فهل تقدرين على ذلك؟؟؟...
قد تقول قائلة كريمة: إن الإغراء لا ينحصر فينا فقط معشر النساء، فأقول: أخيتي، إنك جانبت الصواب بذلك، إذ إن مائة شاب لا يستطيعون إثارة فتاة واحدة، ولكن فتاة واحدة قد تستطيع إغراء مائة شاب...
أيتها الدرة المصونة، لتترسخ لديك قناعة ثابتة، مؤداها أنك إن تركت شيئا لله في الحرام، عوضك الله خيرا منه في الحلال، وأنك جوهرة غالية، الواجب صيانتها، وعدم تعريضها للتلف والبلاء، لكي لا تعبث بها الأيدي الآثمة لأرباب الانحلال والسفور، ودعاة التبرج والفجور، إنك السيدة على الحور العين، أنت القيمة عليهن، لك الريادة التامة، والشرف الكامل، والسمو السامق...
فيا درة كانت بالأمس غالية **** واليوم يبغونها للهو وللعب
هل تستوي من رسول الله قائدها **** ومن تقتفي آثار حمالة الحطب؟؟؟
وسامحوا فتى يلوك الكلام متسليا به عن الطعام، ويرتشف الأفكار مستعيضا بها عن الشراب... وللحديث صلة وتتمة بحول الله مع قوته، والسلام...
Sad

اعجز عن مدح فصاحتك فلو امضيت حياتي كلها وانا ادرس لن استطيع كتابة مثل هده الاسطر
ولكن ما علي قوله هو..."ان الله يخلق ما يشاء"
ومن جهة اريد ان اسال ..."ماهي حدود العفة؟ "يعني متى تحس الفتاة انها لا تفتن ؟ ومادا عليها فعله؟
وجزاك الله خيرا

والله ما ألجأني إلى الكلام إلا الحاجة، وإلا فإن ثمة أدباء مفوهين، وخطباء لسنين، لا أساوي أمامهم أي شيء، ولكني أسأل الله لي ولك الإخلاص في الأقوال والأعمال والأحوال، وفيما يتعلق بسؤالك القيم، أقول، إننا في ديننا الحنيف لا حدود للعفة عندنا، فهي شأنها شأن الإيمان، تزيد بالطاعات، وتنقص بالمعاصي والزلات، فمتى كانت العفة في تزايد كان الإيمان سليما، ومتى حصل العكس كانت العفة في أدنى درجاتها، فالواجب أن يحصن الإنسان نفسه بالاعتصام بشرع ربه، ومنهج نبيه، والسلام.

قال الحبيب المصطفى "لعن الله نساء كسيات عاريات مائلات مملات..."نسال الله ان يجعلنا تقيات قائمة لله كما يجب مقيمات لحدوده وفيات لدينه ويجعل حجابنا زينتا لنا وحشمتا نفخر ونتباها به.جزاك الله عنا خيراا اخونا الفاضل بمواضعك القيمة اسال الله ان يجعل طريقك مليئة بنوره وهداه

أود فقط أن أصحح خطأ وقع في لفظ الحديث الدي استشهدت به في البداية، والصواب هو" صنفان من أهل النار لم أرهما...... نساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات، رؤوسهن كأسنمة البخت، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها لمن مسيرة كدا وكدا...." والسلام.