طريف جداااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا........................

بسم الله الرحمن الرحيم
نقصد بأسباب اللقب في هذا الإطار ، كل ما يدعو الإنسان إلى إصدار اللقب على غيره، ومن ثم فهي لا تخلو من أن تكون أحد هذه الأسباب الثلاث :
1-1-الصفات الجسيمة ::
قد يكون إصدار اللقب وإطلاقه على الإنسان بسبب صفة جسيمة في الملقَّب، سواء كانت عابرة أم قارة، فمثال الصفة الجسيمة العابرة ، أن يكون الإنسان كث الشعر ، فإن هذه الصفة تزول عنه، إذا قص أو حلق شعره، ومثال الصفة الجسمية القارة ، أن يكون الإنسان به عرج أو ماشابهه، مما لا يتغير أو يزول مع مضي الزمن، وقد تتحول الصفة العابرة،إلى صفة قارة على الرغم من زوالها وغيابها ، وذلك لرسوخها في ذهن وذاكرة الآخر ، إذ أنه قد اعتمدها سابقا سببا لتلقيب المتصِّف بها ، ومن بين الألقاب التي تدخل ضمن هذا المجال نذكر على سبيل التمثال لا الحصر :
-"لوبيا": أطلق هذا اللقب على أستاذ يدرس اللغة العربية، لكون وجهه طويلا ويشبه حبة الفاصوليا (لوبيا).
-"بغريرة": أطلق هذا اللقب على أستاذ مادة العلوم الطبيعية، وذلك لثقب كثيرة تغطي وجهه.
وغير ذلك من الالقاب التي يكون الداعي من إطلاقها وجود صفة جسيمة في الملقَّب، سواء كانت صفة مدح او صفة ذم، تميزبها عن غيره.
1-2-الصفات الخلقية :
السبب الثاني في التلقيب يعود إلى صفات خلقية تتعلق بأخلاق الملقَّب وسلوكاته ، وكما يمكن أن يقصد بها المدح مثل : الشجاعة ، والحلم ، والصبر ، والصدق ، يمكن أن يقصد بها أيضا الذم ، مثل : الكذب ، والحسد ، والحقد ، والبخل ، والفظاظة في المعاملة وغيرها .
وإذا عدنا إلى تاريخنا الإسلامي ، نجد أمثلة لألقاب تروم مدح الملقَّب والرفع من قدره ودرجته، ومنها ألقاب الصحابة رضوان الله عليهم جميعا ، كلقب "الفاروق" ، الذي يطلق على عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، لأنه كان يفرق بين الحق والباطل ، ولقب "الصديق" ، الذي يطلق على أبي بكر عبد الله بن قحافة رضي الله عنه، لأنه أول من صدق بمعجزة الإسراء والمعراج ، وغيرها.
كما نجد ألقابا تروم ذم الملقَّب والحط من شأنه، نتيجة لأخلاقه السيئة التي يتصف بها ، كلقب" الكذَّاب" الذي أطلق على مسيلمة، فقيل " مسيلمة الكذَّاب" لأنه كان يدَّعي النبوة والرسالة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
وإذا انتقلنا إلى مجال بحثنا ، لاشك أننا سنجد ألقابا تصب في هذا المجرى ، وذلك من قبيل:
-"جا- الليل" : هذا لقب أطلق على أستاذ لكونه عبوسا دائما ، ومقطبا جبينه، واعتمد فيه على تجزيء اسمه الشخصي" جليل" سليفيد المعنى المذكور.
-"السبع" : أطلق هذا اللقب أيضا على أستاذ ، وذلك لكونه فظا غليظا القلب في معاملته مع تلامذته.
إلى غير ذلك من الألقاب التي تطلق على الشخص ، إما رفعا من قدره أو حطا منه ، اعتماد على صفاته الحميدة أو المذمومة.
1-3- العلاقات التي يربطها الإنسان :
إن الإنسان بطبعه وجبلته ، يربط علاقات متعددة ومتنوعة ، هذه العلاقات لا تعدو أن تكون أحد هذين النوعين:
-أ-علاقات يربطها الشخص مع شخص آخر : كعلاقة زواج أو علاقة أبوة أو بنوة ،أو بصفة عامة،العلاقة التي يربطها أفراد العائلة فيما بينهم، كما نجد في هذا الإطار علاقة صداقة أو علاقة عمل، وغيرها من العلاقات التي يمكن أن تكون سببا في تلقيب الإنسان، ومن هذه الألقاب نجد على سبيل المثال:
-"امرأة الحاج علي ": هذا لقب يشير إلى علاقة الزواج التي تربط بين امرأة و " الحاج علي".
-"ولد ابراهيم الجزار" : يدل هذا اللقب على علاقة البنوة التي تربط بين ولد وأبيه " إبراهيم" الذي يعمل جزارا.
-"صاحب عبد القادر" : يستعمل هذا اللقب للدلالة على علاقة الصداقة التي تجمع بين شخص لا نعرف اسمه ، وبين شخص اسمه " عبد القادر".
نكتفي بهذه الأمثلة التي ضربناها لألقاب يكون الباعث على إطلاقها على شخص معين ، نوع العلاقة التي يربطها مع شخص آخر.
-ب- علاقات يربطها الشخص مع شيء ما : قد يربط الإنسان علاقات متعددة مع شيء معين، وذاك انطلاقا من ملازمته له، أو دأبه على حمله إن كان شيئا محمولا، فيكون ذلك داعيا لتلقيب الشخص بسبب هذا النوع من العلاقات التي يربطها ، و من تلكم الألقاب التي تنضوي في هذا المضمار:
- أحمد الجريدة" : يعبر هذا اللقب عن هوس وشغف أحمد بتأبط الجرائد وتصفحــها.
-"فاطمة الطباخة" : سبب إطلاق هذا اللقب على فاطمة هو ولعها الشديد بتصفح أو قراءة كتب ومجلات الطبخ.
-"خالد الجرانة" : أطلق هذا اللقب على خال ، الذي يكثر من السباحة وملازمة الماء، ولذلك شبه بالحيوان المذكور.
إذن نلاحظ أن هذه الألقاب وما شابهها، تصدر نتيجة لاعتياد الشخص الملقب على استعمال شيء معين، أو حمله أو ملازمته له، إلى حد جعله يتميز عن الآخرين.
وإلى لقاء قريب- بحول المولى مع توفيقه- مع مقال آخر، يحمل عنونا: " آليات إصدار اللقب"، والسلام.
Embarassed