هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 واقع التدين عند الشباب المسلم

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
أبو الفداء
مدير المنتدى
أبو الفداء


ذكر عدد الرسائل : 467
العمر : 42
الموقع : مؤسسة السلام
المزاج : الحمد لله
تاريخ التسجيل : 31/10/2008

واقع التدين عند الشباب المسلم Empty
مُساهمةموضوع: واقع التدين عند الشباب المسلم   واقع التدين عند الشباب المسلم I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 30, 2008 1:26 pm


بسم الله الرحمن الرحيم
نحمدك اللهم شارح الصدور، حمدا وافرا على آلائك التي لا تعد ولا تحصى، وشكرا كاملا على نعمك التي لا تحصر ولا تستقصى، ونصلي ونسلم على سيدنا محمد الرسول الخاتم، وعلى آله وأصحابه بحر العلوم ودوائر المعارف والفضائل، صلاة وسلاما عليهم وعلى جميع الأنبياء والمرسلين،

وبعد:

"واقع التدين عند الشباب المسلم"

كثيرا ما أستحضر بكامل الأسف والتحسر الحقيقة المؤلمة التي آل إليها الانضباط بأوامر الدين، والانتهاء عن نواهيه لدى كثير من المسلمين الشباب- بجنسيهم-، ما الذي أودى بنا إلى هذا الواقع المر الأليم؟ لماذا أصبح كثير من شبابنا لا يخرجون إما عن دائرة الإفراط في التدين، والغلو في التعصب للمشايخ، أو الميوعة والانسلاخ عن محدداته ومقيداته بالكلية؟ ما الدافع الذي جعل الفئة المعتدلة منهم تشكل الاستثناء والشذوذ عن القاعدة؟ إلى أن صرنا نعيش في عصر أصبح فيه المتدينون أنفسهم- ولست أستحيي من طرح هذا الإشكال، نظرا لخطورته البارزة- يغالون في تقديس مشايخهم، ويوالون ويعادون من أجلهم، بل إن الأمر وصل بأغلبهم إلى سب علماء أفاضل مشهود لهم بعلو الكعب في العلوم الشرعية، بأفظع الشتائم، وأقبح الألفاظ،، والغريب أنك حينما تتأمل مؤاخذاتهم على أولائك العلماء تجدها تصب في الفروع، أي المسائل الجزئية في الدين، التي يعتبر الخلاف فيها أمر بدهيا لا حرج فيه ، أما الأصول والأركان العامة- وأعني هنا الجانب العقدي- فإنهم لم ينفردوا فيها بآراء مخالفة، عما قال به جمهور العلماء، إن الخلاف في الفروع أكثر من أن يتفق بخصوصه أهل العلم، وإنه من رحمة الله بنا – نحن المسلمين- أن وقع خلاف بين علماء الأمة في مسائل فقهية فرعية، حتى لا يكون علينا حرج في اتباع أي رأي يظهر لنا بعد إعمال عقولنا وتفكيرنا أنه أقرب للصحة والصواب، كما أثر عن ابن عباس – رضي الله عنه- أنه قال: " استفت قلبك ولو أفتاك الناس".
إنني في هذا المقام الذي انبريت فيه لمعالجة هذه القضية الشائكة، لا أقدس أحدا مهما بلغ باعه وحظه فيما يتعلق بالتبحر والتعمق في علوم الشرع، ولنا في المقولة التي رويت عن إمام دار الهجرة" مالك بن أنس" – رحمه الله- خير دليل و أقوى برهان، حيث قال:" كل يؤخذ من كلامه ويرد، إلا صاحب هذا القبر، وأشار بيده إلى قبر الحبيب المصطفى- عليه السلام-"، فزمن العصمة قد انتهى بوفاته – عليه أفضل الصلاة، وأتم التسليم- ولكني في الآن نفسه أستنكر بشدة قائلا: من أنتم يا أنصاف المتعلمين حتى تنصبوا أنفسكم مجرحين ومعدلين في علماء الأمة؟؟؟؟ ما هي الرتبة التي حصلتم عليها لكي توجهوا انتقادات لاذعة شنيعة بعيدة كل البعد عن منطق الموضوعية والحياد؟؟؟ ما هي مرجعياتكم وخلفياتكم التي استندتم عليها وأسستهم عليها صدق مقالاتكم؟ إنني على يقين تام أننا إذا وجهنا إليكم أسئلة في أبسط أمور الدين، فستقفون حاسري الرؤؤس، مطأطئي الهامات، من منكم يستطيع أن يتوضأ الوضوء الصحيح؟ من منكم يعرف نواقض الوضوء؟ هذه بدهيات في الإسلام حري بالأمي معرفتها، فما بالكم أنتم، يا من انبريتم وتصديتم للرد على أولائك الجبال الرواسي،

يا ناطحا جبلا يوما ليوهنــــــــه ******* أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل
أولائك علماء فطاحل، قد قضوا عمرهم كله في طلب العلم، والرد على المبتدعة وأهل الأهواء، وإن كانوا قد أخطئوا فمن أنا ومن أنتم حتى نرد عليهم؟؟؟ والنبي –عليه السلام-يقول :"إن المجتهد إذا اجتهد وأصاب فله أجران، وإذا اجتهد وأخطأ فله أجر" أو كما قال–عليه السلام-، فهم مأجورون في كل الأحوال، لأن هممهم كانت تطمح إلى البحث عن الحق، فالحق ضالة المؤمن، أنى وجده فهو أولى الناس باتباعه، أما أنتم فإنكم مأزورون خاسرون، ولا شك ولا ريب، تدرون لماذا؟ لأن لحوم العلماء مسمومة، والخوض في أعراضهم يعرض صاحبه للخزي والشنار في دار الغرور، ودار القرار، إذا هو لم يدرك خطورة ما هو متلبس فيه. أقسم بالله- وأنا قلما أحلف- لقد حدث لي نقاش مطول مع كثير منهم، فلما رأيتهم متمسكين برأيهم، قلت: ينبغي أن يكون موقفي معهم حازما، فإن الأمر خطير للغاية، علني أفلح في ردهم عن غيهم قبل أن يتسع الرقع على الراقع، فسألتهم: كم تحفظون من القرآن؟ هل تستطيعون أن تقرؤوا لي سورة الإخلاص بقواعد التجويد؟ أسئلة مريرة، والإجابة عنها أمر، ما كان جواب أغلبهم إلا أن قالوا: ينبغي علينا ابتداء أن نقوم بعملية غربلة للمنهج، وتصفية للعقيدة، آنذاك نطلب العلم، قلت لهم: هذه حجة الضعيف العاجز، وذاك حال المفلس المفتري، قولوا إن هممكم فاترة عن طلب العلم، والجلوس بين يدي العلماء، وتذوق مرارة التعلم، هكذا ينبغي أن يكون الجواب، أما أن تتعذروا بأعذار واهية، هي أوهن من بيت العنكبوت، فهذا ضحك من قبلكم على الأفهام، وسخرية من لدنكم على العقول والأذقان، إن الذي لاحظته من خلال احتكاكي مع هذا الصنف، أن ثقافة أغلبهم ثقافة أشرطة، فهم لم يطالعوا شيئا من أقوال أولائك العلماء، ولكنهم يأخذون قول شيخ من المشايخ، الذي يكنون له عداء قد يوازي أو يفوق عدائهم للكفار- ولست أبالغ والله في كلامي-، ويجزئونه من سياقه العام، ويشرعون تأسيسا على ذلك في تشويه محاسن قوله.

إلى متى ستبقى هذه الفرقة بيننا؟ ألم يئن لنا أن نفيق من غفلتنا؟ أوليس خليقا بنا أن نعلم أن أعدائنا يضحكون علينا بملء أفواههم؟ لأنهم يشاهدون أنه داخل المنهج الواحد توجد طوائف وجماعات متشعبة، كل واحدة منها تستقل برأيها، وتنصب أميرا عليها، ألم تقرؤوا تلك الحادثة التاريخية التي وقعت في زمانه – عليه السلام – حينما تشاجر رجلان من الأوس والخزرج، فقال الذي من الأوس:" يا للأوس"، وقال الآخر: "يا للخزرج"، يهدفان من خلال ذلك إلى بث الشقاق بين القبيلتين، فلما بلغ النبأ رسول الله – صلى الله عليه وسلم- احمر وجهه، وغضب غضبا شديدا، وقال:" ما بال أقوام يتنادون بدعوى الجاهلية، دعوها فإنها منتنة"، أي إن التعصب للقبيلة وأفرادها لن يسهم إلا في تكريس روح التباغض والتحاقد، فكذلك الشأن عند المحسوبين على الالتزام والاستقامة، لا ينبغي عليهم إطلاقا أن يشتغلوا بمسائل لن تفيدهم في شيء، بل على العكس من ذلك، قد تعرضهم للويل والثبور، إن هم ظلوا على ضلالهم وعماهم.
هي – والذي أوجد الإنسان من عدم- نصيحة محب، ووصية مشفق، يحترق فؤاده على الوضع المزري الذي أضحى ينشب أظفاره بشراسة في المنهج السلفي. إننا مطالبون بالسير وفق الخطى التي ألفناها لدى مطالعتنا لسير أعلام سلفنا- رحمهم الله-، ولا فض الله منطق الشاعر حينما قال- وما أروعه من قول-:

كل يدعي وصـــــلا بليلى ***** وليلى لا تقر لهم بذاك
كلنا يصرخ بأعلى صوته قائلا:
" أنا سلفي، أنا أثري"، ولكن الذي يوضح بجلاء صدق كلامنا من عدمه هو إرداف القول بالفعل،

وليس المرء عندي بصادق ***** ما لم يتبع قوله بفعال

أيها الفضلاء:
لقد طعن السلف في أخلاقهم، ما كان سلف أمتنا يتشاتمون وينتقصون من قدر بعضهم البعض، ولله در الإمام الشافعي- وهو من هو- حينما حدث بينه وبين "أبي يوسف الشيباني"- الذي هو نقطة في بحر الشافعي- خلاف حول مسألة فقهية يتسع فيها الخلاف، فبدأ الشيباني لا يكلم الشافعي، فتألم الشافعي لذلك أشد الألم، فلقيه الشافعي يوما، وأمسك بيده، وقال له:" يا أبا يوسف: ألا يستقيم أن نختلف ونبقى إخوانا"، حياك الله يا إمام وبياك، هكذا كان سلفنا، لا ينتصرون إطلاقا لأهوائهم، يا ليتني كنت ولو غبارا على كتبهم، يا ليتني أملي عيني بطلعتهم البهية، وأخلاقهم الزكية، علني أتزود بها في سيري إلى ربي، وعلها تكون لي نبراسا يضيء لي الظلام الذي اعترى الكون.
فلنرجع - بارك الله فيكم- إلى الحق، ولنحرص على ما ينفعنا، ولنشغل عقولنا وقلوبنا بتحصيل العلم الشرعي، ولندع عنا تلك الترهات التي ما زادتنا إلا فرقة وتباعدا.

وما عساي أقول في ختام هذه المقالة إلا أن أبتهل إلى ربي في عليائه أن يردنا إلى الحق ردا جميلا، وأن يرأب الصدع والشقاق الذي نشأ بين أبناء المنهج الواحد، وأن يطهر قلوبنا وأفئدتنا من أدران البغض والحسد اللذان علقا بها، آآآآآآآآآآآآآآآآمين،
وآخر دعوانا بتوفيق ربــــــــنا ****** أن الحمد لله الذي وحده عـــلا
وبعد صلاة الله ثم وسلامـــــــه ****** على سيد الخلق الرضا متوكلا


والسلام، مع تحيات الفقير إلى عفو ربه أبي هاجر المراكشي
Sad Sad Sad Sad Sad Sad Sad Sad Sad Sad Sad Sad Sad Sad Sad Sad .


عدل سابقا من قبل Abouhajar في الإثنين ديسمبر 01, 2008 2:54 pm عدل 3 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبوسهيل
المدير التقني
أبوسهيل


ذكر عدد الرسائل : 159
العمر : 42
الموقع : collége Alfath
المزاج : جيد جدا ولله الحمد
العمر : 27
تاريخ التسجيل : 25/07/2008

واقع التدين عند الشباب المسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: واقع التدين عند الشباب المسلم   واقع التدين عند الشباب المسلم I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 30, 2008 6:27 pm

واقع التدين عند الشباب المسلم 2ssqz4tuddmdbacoqvri

أما والله إن هذا الموضوع بالنسبة لي من القضايا التي تؤرقني وتشغل بالي في المدة الاخيرة ، والسبب هو أننا نلحظ تلك الطفر نحو إلتزام مجموعة من الاخوان قد نزحت نحو تشدد خير ، يعطي للفروع أكثر من حقها ، ويتناسى أمرء الاصول التي ينبني عليها صرح الدين ، فنجد كل فرقة تتعصب لشيخ بل الطامة الكبرى هو ذلك التناحر بين أتباع هذا الشيخ مع أتباع ذلك الشيخ كأن الأمر يتعلق بديانتين مختلفتين، وفي واقع الأمر ديننا الحنين دين يسر رفع الله سبحانه الحرج على عباده ، ومن حكمته سبحانه أن جعل الإختلاف بين العلماء في الفروع بابا من أبواب رفع ذلك لاحرج .
فحري بنا إخوتي المسلمين أن يهتم الواحد منا بالاساسيات في الدين ، والتعلم، والاستماع لآراء العلماء على إختلافهم والتواضع في البحث عن العلم، كل هذا مدخل إن شاء الله لمعرفت حقيقة هذا الذين
وختاما أشكر الأخ الفاضل على موضوعه الذي أحييه بشدة وأتمنا أن يتحفنا بالمزيد من مواضيعه

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://fathtantan.keuf.net
 
واقع التدين عند الشباب المسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: القسم الإسلامي :: ساحة سليــــــــلات السلـــــــف-
انتقل الى: